عسل المانوكا: الكنز الذهبي من نيوزيلندا

عسل المانوكا، ذلك الرحيق الذهبي الذي يُنتجه النحل من زهور شجرة المانوكا (Leptospermum scoparium) في نيوزيلندا وأستراليا، ليس مجرد مُحليّ طبيعي، بل هو كنزٌ صحيّ زاخرٌ بالفوائد العلاجية المذهلة. اكتسب هذا العسل شهرةً واسعةً في السنوات الأخيرة، ليس فقط لنكهته اللذيذة، بل لخصائصه الفريدة التي تُميزه عن أنواع العسل الأخرى.

ما الذي يجعل عسل المانوكا مميزًا؟

يكمن سرّ تميّز عسل المانوكا في احتوائه على مركّب طبيعي يُسمى ميثيل غليوكسال” (MGO)، وهو مركّب مضادّ للبكتيريا والفطريات، يتواجد بتركيزات عالية في هذا النوع من العسل، ويُعتقد أنه المسؤول الرئيسي عن خصائصه العلاجية. كلما ارتفع مستوى MGO، زادت فعالية العسل في مكافحة العدوى وتعزيز الشفاء.

ميثيل غليوكسال (MGO): مفتاح القوة العلاجية

  • يتكون MGO بشكل طبيعي في عسل المانوكا من مركب آخر يسمى ثنائي هيدروكسي أسيتون (DHA)، والذي يتواجد في رحيق زهور المانوكا.
  • تختلف مستويات MGO في عسل المانوكا بشكل كبير، ويتم قياسها بوحدة ملغ/كغ.
  • يُصنف عسل المانوكا بناءً على تركيز MGO إلى فئات مختلفة، بدءًا من MGO 83+ وصولاً إلى MGO 1000+ أو أكثر.
  • كلما ارتفع تركيز MGO، زادت فعالية العسل العلاجية وسعره أيضًا.

العوامل المؤثرة على تركيز MGO:

  • نوع شجرة المانوكا: تختلف أنواع أشجار المانوكا في محتواها من DHA، مما يؤثر على تركيز MGO في العسل الناتج.
  • الظروف البيئية: تلعب عوامل مثل نوع التربة، والمناخ، وموسم الحصاد دورًا في تحديد تركيز MGO.
  • طريقة المعالجة والتخزين: تؤثر طريقة معالجة العسل وتخزينه على استقرار MGO ومنع تحلله.

فوائد عسل المانوكا المثبتة علميًا:

تُشير العديد من الأبحاث والدراسات إلى فوائد عسل المانوكا المُذهلة، ومنها:

  • التئام الجروح: أظهرت دراسة نُشرت في مجلة “Burns” أن عسل المانوكا يُسرّع من التئام الجروح والحروق، ويُقلّل من خطر الإصابة بالعدوى.
  • علاج قرحة المعدة: وجدت دراسة نُشرت في مجلة “Phytotherapy Research” أن عسل المانوكا يُساعد في القضاء على بكتيريا “هيليكوباكتر بيلوري” المُسببة لقرحة المعدة.
  • تخفيف التهاب الحلق: أشارت دراسة نُشرت في مجلة “BMJ Open” إلى أن عسل المانوكا يُخفّف من أعراض التهاب الحلق والسعال، ويُقلّل من مدّة الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي.
  • تحسين صحة الجهاز الهضمي: يُساعد عسل المانوكا في تحسين عملية الهضم، وتخفيف أعراض الإمساك والإسهال، بفضل خصائصه البريبيوتيكية التي تُعزّز نموّ البكتيريا النافعة في الأمعاء.
  • تعزيز جهاز المناعة: يُعتبر عسل المانوكا مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة التي تُقوّي جهاز المناعة، وتُساعد الجسم على مُقاومة الأمراض.
  • علاج حب الشباب: يُساهم عسل المانوكا في علاج حب الشباب، بفضل خصائصه المُضادة للبكتيريا والالتهابات.
  • تحسين صحة الفم والأسنان: يُقلّل عسل المانوكا من تراكم البلاك على الأسنان، ويُساعد في الوقاية من تسوّس الأسنان وأمراض اللثة.

كيفية اختيار عسل المانوكا الأصلي:

عند شراء عسل المانوكا، تأكّد من وجود “عامل تصنيف فريد” (UMF) على العبوة. يُشير هذا العامل إلى مستوى MGO في العسل، وكلما ارتفع الرقم، زادت جودة العسل وفعاليته.

نصائح للاستخدام:

  • يُمكن تناول عسل المانوكا مُباشرةً، أو إضافته إلى المشروبات الساخنة مثل الشاي والأعشاب.
  • يُمكن استخدامه موضعيًا على الجروح والحروق، بعد استشارة الطبيب.
  • يُنصح بتخزين عسل المانوكا في مكان بارد وجافّ، بعيدًا عن أشعة الشمس المُباشرة.

ختامًا:

يُعدّ عسل المانوكا هديةً طبيعيةً قيّمةً، غنيةً بالفوائد الصحية المُذهلة. فهو ليس مُجرّد مُحليّ، بل هو علاجٌ طبيعيّ فعّال يُساعد في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *